رثاء وطن

رثاء وطن

الأديبة د. صباح الوليدي

موطني منـذ الطفـولة هـام بي
صـوته العـــذب ونبــعٌ مـن لـبن

ثم لما اشتـد خــبث الحـاقدين
مزقـوا حــلمي وأوقـدوا الفـتن

يا ترى هل يسمــع التـاريخ بك
كيف كنت وكيف صرت يا يمن

مـن سعيـدة ضـاحك إشــراقها
إلى حـزن في ثراهـا قـد سـكن

ضاق صدري والقصائد ما كفت
عن جـراح في الحـنايا والوطن 

قـــد توالــــت نكبــــات فـــوقه
كلـما لملمـتُ جــرحاً عــاد طَـن

أيـن أبنــاء الحــمية إن مضــوا
هل تخـلوا أم تراهم في الوسن

أين سيف الحق بل أين الضمير
قـد غـدونا في متاهـات الزمـن

والمــدى نارٌ ودخــانٌ وصــدى
صوت وطني في ركامٍ أين من

كانت اليمن السعيدة في المدى
مهــد فجـــر ومــأوى كــلّ فــن

أرض سبــأٍ والكــرام إذا سعــوا
صـاغوا المجــد وعـانقنا القـرن

فــإذا الأحـــــلام تبـــكي أمــها
وإذا التـــاريخ يــرثي مـا دفـن

قــد تبـــدل وجــهها واغتـــالها
مـن تواطـأ من باعــها بلا ثـمن

تحــت أنقـاض البيـوت حـكاية
وأنين الطفـل في الظلـمة رسن

أكلتــه الحـــرب حـتى عظـــمه
واستباحــت أرضـه كل المـحن

كـل جــيشٍ مــر فيــها خلــفت
موقدًا يفني ومـوتا في العـدن

غــير أني رغـم دمــعي مـؤمن
أن صبــح العـــز فــينا لم يـهن

وسينهض من رماد الحزن شعبٌ
لا يـذل الدهـر فيـه كـ ذي يزن


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الفنان يحبى إبراهيم

سيرة ذاتية الأديبة الدكتورة صباح الوليدي

حجابي وقار