أنين وطن

(  أنين وطن  )
الأديبة د. صباح الوليدي

من ذا يُضاهي في الهوى وَطني؟
مـن يُطـفِئُ القلبَ وحُـرقةَ الأَلَمِ ؟

مـن يُلجِــمُ الآهــاتِ في أعمــاقِنا
و الوجــــعُ المكنـــونُ كالضَّـــرَمِ ؟

مـن ذا يُلَـوِّمُ في الغـــرامِ فــؤادَهُ
و الشـوقُ يُشعِـلُ جـذوةَ النَّــدَمِ ؟

هــل تُهجَــرُ الأوطــانُ إلا كَمــدًا ؟
أم تُـرتَــجى الفـــرْقىَ بــلا  أَلَــمِ ؟

مـن ذا يُسَــكِّنُ في الحنــايا لوعـةً
قــد صــارتِ الأشــواقُ كالسَّـقَمِ ؟

مـن يمنــعُ الدمــعَ الهتـونَ مُفجّعًا
و الحــــبُّ فيهــا دائــمُ القَسَـــمِ ؟

مـن يُطـفِئُ النيـرانَ في أحــداقِها
و يُعيـــدُها لحضـــــارةِ القِمَــــمِ ؟

أجســـادُنا كـانـت قــرابينَ الفِــدى
تحـتَ الوغى في المـوتِ والحُطَمِ

أشــــلاؤُنـا تنــــاثـرت في دربِهـــا
و صُـــراخُـنا أفــــزَعْ مَــنِ الـرَّمَـمِ

واليمنُ تبكي في السكوتِ جراحَها
قـد أوجــعَ التـاريخَ صمـتُ الأُمَـمِ

مــن ذا يُعيـــدُ الحــــبَّ للأرواحِ ؟
مــن يُنقِـــذُ الوطــنَ مـن العَــدَمِ ؟

لكـــنَّ في الأرواحِ نــورًا خـــافتًـا
يبـقى وإن طـــالَ الــدُّجى بجُـرُمِ

وطــني وقــــد شـــابت مـآسيــنا
غــدًا يأتيــكَ فجــرٌ ناصـعُ الحُـلُمِ

سَيُفيقُ من وَجَــعِ الليالي موطني
و يعــــودُ مـزهــوًّا بوجــهِ النَّعَــمِ

و ترى الطيــورُ ديارَهـــا مُتهـــلِّلاً
صـوتُ الحنيــنِ يُصـــافِحُ العَلَــمِ

18/4/2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الفنان يحبى إبراهيم

سيرة ذاتية الأديبة الدكتورة صباح الوليدي

حجابي وقار